بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
ترعى روسيا اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، وتدعم في الوقت ذاته نظام الأسد عبر قصف المناطق المحررة، ورغم أنها أعلنت مؤخراً عن سحب حاملة طائراتها من البحر المتوسط، إلا أن قادة في الجيش السوري الحر اعتبروا أن الأمر لا يتعدى استبدال القطع التي أثبتت فشلها بأخرى لم يتم تجريبها بعد.
وقال الملازم أول أياد أبو المجد، وهو الناطق العسكري باسم "جيش النصر"، إن روسيا تصرح كل فترة للإعلام أنها خفضت قواتها وعتادها في سوريا، ولكن ما شاهدناه هو العكس حيث تسحب روسيا بعض قطعها العسكرية للصيانة ومنها البوارج، وتزج بشيء آخر".
وأشار "أبو المجد"، في حديثه لبلدي نيوز، إلى أن روسيا هي اللاعب الأساسي في سوريا، وهي تمثل النظام في المفاوضات مع المعارضة السورية العسكرية".
وشدد على أن هناك تناقضا كبيرا في موقف روسيا وإيران حلفاء النظام، حسب مصالح كل منها، حيث يحاول كل طرف أن يدير بشار الأسد وفق مصالحه، لافتا إلى أن "النظام سوف يخسر في النهاية، لأن روسيا هي من ستفرض الحل بسبب خسائرها الاقتصادية، نتيجة مساندتها للأسد".
ونوه "أبو المجد" على أن وحدة قرار الفصائل الثورية، سيساعد على التوصل إلى حل في سوريا، معتبراً أن حضور الثوار لمؤتمر أستانا في كازاخستان لا يعني أنهم تركوا البندقية، "بل قوة وصلابة القرار على طاولة المفاوضات، تنطلق من فوهة بنادقنا وهدير مدافعنا"، وفق قوله.
بدوره، قال جابر قناوي، وهو رئيس مكتب "جيش النخبة"، "في كل مرة تقترح فيها روسيا الحل السياسي ترسل سفنها وطائراتها للصيانة، ورغم ذلك تخرق الهدنة لتفرض مصالحها، وبالنسبة لنا كثوار فاعلين على الأرض، الحقيقة تكون بالأفعال لا بالأقوال".
وشدد "قناوي" على أن فصائل الثورة السورية يجب أن تتعامل مع روسيا وفق قاعدة "لا تكلمني بالصدق بل أرني الصدق بأم عيني"، حتى نبني أرضية، تكون كفيلة بإنهاء إراقة الدماء في سوريا.
وأعلنت هيئة الأركان العامة الروسية بعد أسبوع من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أنقرة، عن البدء في تقليص قواتها في سوريا، وقالت الأركان الروسية، إن أسطول روسيا الحربي بقيادة حاملة الطائرات (الأميرال كوزنيتسوف) في البحر المتوسط قبالة ساحل سوريا والطراد بطرس الأكبر ستكون أول القطع العائدة.
وكانت روسيا أعلنت في أذار/ مارس 2016 عن بدء انسحاب قواتها من سوريا، إلا أن الإعلان كان كاذبا، حيث شاركت الطائرات الروسية بمئات الغارات الجوية الداعمة لقوات النظام والميليشيات الطائفية.
وحولت روسيا حربها في سوريا إلى حرب لتجريب أسلحتها الفتاكة وبوارجها، فقصفت الأراضي السورية من بحر قزوين بالصواريخ، كما استعملت أسلحة محرمة دولية كالقنابل العنقودية وغيرها، وقد قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الشهر الماضي، إن على بلادة الاستفادة من الخبرة القتالية التي اكتسبتها في سوريا، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع سوف تبدأ بتدريسها بالأكاديميات العسكرية في روسيا.