ما هو الدور التركي الأردني المقبل في سوريا؟ - It's Over 9000!

ما هو الدور التركي الأردني المقبل في سوريا؟

بلدي نيوز – (ميرفت محمد)

تشهد المنطقة الحدودية بين الأردن وسوريا حالة استنفار عسكري وأمني من جانب السلطات الأردنية، حيث أكدت  عدة مصادر أن التحرك العسكري على مقربة من الحدود السورية التي تمتد لأكثر من 375 كيلومترا بدأ يتخذ طابعًا أكثر نشاطاً، وذلك بعد لقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني الرئيس ترامب في البيت الأبيض في السادس من نيسان الحالي.

وإذا ما كان التخوف الأردني من (داعش) هو المبرر الرئيس، فإن أسباب عدة قد تدفع الأردن لاتخاذ خطوات سياسية وعسكرية تجاه الأراضي السورية، فقد تطورت الأمور أخيرًا، بين النظام السوري والأردن، حيث قال رئيس النظام السوري (بشار الأسد): "لدينا معلومات حول وجود خطط لدى الأردن لإرسال قوات إلى جنوب سوريا بالتنسيق مع الولايات المتحدة"، ولم يكتفِ بذلك بل اتهم الأردن في حوار خاص مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، بأنه "جزء من المخطط الأمريكي ضد سوريا، وهو ليس بلدًا مستقلًا على أي حال، وكل ما يريده الأمريكيون منه سيحدث". فكيف تتعامل الأردن مع الوضع الراهن بعد هذه التطورات؟

استنساخ "درع الفرات" في الجنوب

يعتبر الأردن هو الجار الجنوبي لسوريا،  يمتلك امتدادات عشائرية وعائلية بشكل واسع، ومع تصاعد الصراع في سوريا ازداد الدور الأردني تدريجيًا، وكان له دور رئيسي في الوضع جنوبي سوريا، لعدة أسباب أهمها التداخل الجغرافي والديموغرافي، والتهديد الكبير الذي يراه الأردن في مجمل الأحداث في سوريا.

يرى المحلل العسكري (راني جابر) أن الأردن الذي يعاني اقتصاديًا من انقطاع الشريان التجاري بين تركيا والخليج وبين سوريا والخليج، والذي كان يمر عبر الأردن، يمثل له التهديد الأمني من معظم القوى في سوريا الأمر الأخطر، ويشمل ذلك (تنظيم الدولة) وفصائل متعددة من الجيش الحر و"هيئة تحرير الشام" والميليشيات الشيعية المختلفة، وفي النهاية جيش النظام، الذي يعتبر الأقل خطراً عليه بحكم سهولة ضبطه، ويضيف (جابر): "الأردن في حال دخل في عملية مشابهة لدرع الفرات شمالاً فهي ستكون مشابهة بالسياق العام، من الاعتماد على فصائل محلية وتقديم دعم متعدد الأشكال لها، تمهيدًا لإيجاد عازل جغرافي لهدف معين، يختلف بين درع الفرات والعملية التي قد يقدم عليها الأردن بدعم من التحالف".

ويشير (جابر) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" إلى أن المشكلة الحقيقية لدى الأردن هي في تكلفة العملية، والتي يبدو أنه لن يتحملها منفردًا، فمسرح العملية قد يمتد من التنف شرقًا حتى الحدود اللبنانية غربًا، وبعمق لن يقل عن 10 إلى 40 كم في حال الرغبة بتكوين منطقة عازلة ضد مختلف أشكال الهجمات، وحسب (جابر) يعتبر ذلك مساحة واسعة تتطلب الكثير من القوات والعتاد، إضافة لمدة العملية التي لن تكون سريعة، بل قد تمتد الأعمال القتالية الرئيسية فيها أكثر من عام حسب المناطق المطلوب السيطرة عليها وطبيعة وحجم القوة المشتركة وحجم الدعم مختلف الأشكال لها.

توافق الأردني الأمريكي

يقول المحلل السياسي (جميل عمار) إن الأردن يسعى إلى أن يُكوّن ما يشبه السد تجاه أي تحرك للجماعات المتشددة من الجانب السوري، ويتابع (عمار): "لا يُنسى أن الأردن من الأوائل الذين تحدثوا عن الهلال الشيعي في المنطقة، حتى قبل اندلاع الثورة السورية، كون الأردن يمثل قلعة سنية، سيكون في وجه التمدد الشيعي الذي تقوده إيران"، ويتابع: "هذا الموضوع بحد ذاته يجعل هناك صراعاً خفياً بين إيران والأردن، ناجماً عن التخوف من الميلشيات الشيعية، أو حتى داعش التي قد تجد لها موطأ قدم لإثارة البلابل، أيضًا هناك تخوف من جماعة أحمد جبريل الفلسطينية الموالية للنظام السوري، إذ يخشى الأردن من عودة ما يسمى أيلول الأسود مرة أخرى".

ويشير (عمار) خلال حديثه لـ"بلدي نيوز" إلى أن التوافق الأردني الأمريكي بعد وصول الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) إلى الحكم يجعل الأردن تنفذ السياسية الأمريكية كما يجب، وهنا يوضح أن هذه الرؤيا أصبحت واضحة بعد وصول ترامب للملعب السياسي في سوريا، فمع عودته يعود الأردن ليلعب دور الحليف لأمريكا في المنطقة، ويضيف (عمار): "لذلك قد يساهم الأردن بشكل أو بآخر في أي عملية عسكرية، تبعد عنه شبح انتقال تبعيات الحراك الموجود في سوريا لأراضيه"، ويؤكد (عمار) على أن الدخول العسكري لا يعني المواجهة العسكرية، فكما دخلت القوات التركية  في الباب وجرابلس، ولم يحدث مواجهة مع النظام، وهذا ما سيحدث مع الأردن، فدخول القوات الأردنية والأمريكية سواء من الشمال أو الجنوب سيكون سلسلاً،النظام سيتحاشى الاحتكاك معهم، وسيتم فرض الأمر الواقع بتواجد هذه القوات وتحصين المناطق الآمنة داخل الحدود السورية".

ويؤكد (عمار) على أن تركيا تتطلع إلى إقامة المناطق الآمنة  باتفاق مع الولايات المتحدة، بهدف تخفيف ضغوط قضية اللاجئين السوريين من الناحية الأمنية، إذ ترى تركيا أن هذه المناطق  ستلغي إمكانية أن يكون هناك أي عملية انفصال للأكراد، وستكون بمثابة سياج أمني لتركيا من هجمات الانفصاليين الأكراد، حسب عمار.

كابوس (الهلال الشيعي)

مع وصول ترامب إلى السلطة أصبحت الولايات المتحدة تدفع الأردن إلى الانخراط في الحرب السورية، وقد تم الحديث عن وصول قوات مدرعة ومركبات أمريكية، ووحدات من القوات الخاصة ومشاة البحرية، إلى الحدود مع سوريا مؤخرًا، كما رافقت القوات الأمريكية وحدات من الفرقة الثالثة للجيش الأردني.

يقول الباحث السياسي (نواف الركاد) إنه لا يمكن لأحد التنبؤ بالأدوار المقبلة لأي طرف، فالمسألة السورية بالغة التعقيد بحساب تشابكات المصالح والأهداف والأخطار، ويضيف: "أما الأردن، فجل ما يهمها هو تحصين أمنها الداخلي وحماية حدودها والتخلص من ضغط الهجرة السورية،  ثم يلي ذلك رغبتها بالتخلص من كابوس (الهلال الشيعي) الذي يستهدف الأردن في المآل الأخير"، ويعتقد (الركاد) أنه حتى الآن لم تتضح الصورة، ولم تتبين معالم الاستراتيجية الأمريكية بشكل نهائي والتي ستحدد بدورها أدوار كل هذه البلدان.

ويوضح لـ"بلدي نيوز": "الدور التركي يعتمد على مدى شعور الأتراك بالخطر وتهديد مصالحهم، وكذلك الدور الأردني، لدى تركيا هاجس أكبر وهو منع إنشاء كيان كردي على حدودها، ثم رحيل الأسد من أجل تسيير مصالحها مع حلفائها من المعارضة".

مقالات ذات صلة

السفارة العراقية في دمشق تصدر توضيحا بخصوص مقتل زوار عراقيين في سوريا

"الأمم المتحدة" تكشف عدد اللاجئين العائدين من الأردن إلى سوريا

سلمه رسالة.. وزير خارجية البحرين يجتمع مع بشار الأسد في دمشق

نظام الأسد يشن حملة اعتقالات بريف حمص الشمالي

الدفاع المدني يعلق على استخدام الصواريخ الموجهة من قبل قوات النظام

زيارة مفاجأة لوفد من التحالف الدولي إلى مخيم الركبان