ثلاثة عشر عيداً سوريّاً حرّاً - It's Over 9000!

ثلاثة عشر عيداً سوريّاً حرّاً

بلدي نيوز – (أسرة التحرير)
خوفاً من أن ينعموا بلحظة فرح أو أمان، تتقاطر السيارات المفخخة والقتلة المدججون بالحقد على سائر المناطق المحررة في سوريا، من إدلب إلى درعا، حاملين موتاً عبثياً لا عنوان له إلا القتل من أجل القتل، في محاولة لتطويع الإرادة وكسرها وبث روح الهزيمة والانكسار.  
إلا أن المُراد لم يتحقق، والروح لم تُهزم، فها هي مقابر الشهداء تضج بالزائرين المهللين لشهداء الحرية، يزرعون أزهار الأمل ويسقونها بماء الوفاء، غير مبالين بالقتل الهابط من السماء أو المنبعث من الأرض.. في صورة تكرّس الصعود إلى الحرية مهما كانت الأدراج ملتوية أو الخطى خائرة، برجل واحدة يصعدون.. وبروح لها أكثر من جناح.. وبأمل كبير يعادل الحياة نفسها، الحياة التي لا تكون إلا بنيل المطالب، لا بالتمني ولكن بالمغالبة والتضحيات التي وقف العالم كله عاجزاً حتى عن استيعابها.  
ثلاثة عشر عيداً سورياً حراً، ذاق السوريون ويلات الدمار والجوع والخوف والتهجير خلالها، إلا أن نكهة الحرية وحدها هي التي خلدت في قلوبهم وأرواحهم وعقولهم، فمضوا يعاهدون شهداءهم على المضي قدماً وهم يعلمون أن أكبر بغاة الأرض في الطرف المقابل من أرض المعركة، ولكن: من يهزم شهيداً يحمل شهيداً ويعاهد شهيداً على الشهادة؟..  
ثمة مقابر في بلدان اللجوء يتيمة اليوم لا زائرين لها، ترك الأبناء قبور ذويهم وازدادوا تشرداً في الأرض، غصة القبر الذي لا زائرين له لا تعدلها غصة.    
وثمة من يقبع في مغترب لا تكبيرات فيه، وما العيد إن لم تصدح السماء بالتكبيرات "أعز جنده وهزم الأحزاب وحده".
وثمة طفل يدخل العيد عارياً من فرحة اللباس الجديد، وأب غائر في الألم على أمنية صغيرة لم يستطع تحقيقها لفلذة كبده.  
إنها الغصة السورية الثالثة عشرة، ولكن.. من استطاع أن يكون مكافئا للسوريين في هذه الكبرياء، ومن يملك هذه الجرعة المُحيية/المُميتة من التضحية في سبيل الوصول إلى العيد الأكبر، عيد الحرية، الذي يلبس فيه وطن كامل لباساً ما هنئ به منذ عقود.. لباس الكرامة.  
وحدهم من يقفون اليوم على هيبة مقابر الشهداء، ويدركون كم هو مقدسٌ ترابها، وعالٍ جنابها، هم وحدهم يعلمون كم قطع السوريون على طريق الحرية من ألم، وأنَّ هذا الطريق -طريق الحرية- هو باتجاه واحد، لا عودة فيه ولا رجوع عنه.  
إلى كل السوريون الأحرار، أمهاتنا أمهات الشهداء، آبائنا الصابرون الصامدون، أطفالنا ثمار الحرية، كل عام وأنتم الخير للوطن والدنيا. إدارة وأسرة تحرير ومراسلو بلدي نيوز يتقدمون منكم بأطيب التهاني وخالص التبريكات بعيدكم الأبهى: عيد الحرية.

مقالات ذات صلة

"وزير داخلية الإنقاذ" يهدد باستخدام العنف ضد المتظاهرين في إدلب

أرقام صادمة عن تسرب الأطباء في مناطق سيطرة النظام

عودة حركة الطيران بين السعودية ومناطق سيطرة النظام

منها السويداء.. رأس النظام يعين أربع محافظين

تمديد دخول المساعدات الإنسانية من معبري باب السلامة والراعي لثلاثة أشهر

قتلى من قوات النظام بريف درعا