بلدي نيوز – درعا (حذيفة حلاوة)
يستمر صمود أهالي بلدة "حيط" بريف درعا الغربي، في وجه محاولات اقتحامها من قبل تنظيم "الدولة" وفرضه حصاراً عليها، والذي يدخل شهره السابع في ظل ظروف غاية في القسوة.
وبلدة "حيط" هي إحدى بلدات الريف الجنوبي الغربي من محافظة درعا، وتقع على الشريط الحدودي مع الأردن، وتبعد بضع كيلومترات عن الحدود مع الجولان المحتل.
معاناة إنسانية وندرة في المساعدات
تعيش البلدة ظروفا إنسانية غاية في الصعوبة، فهي ترضخ لحصار من تنظيم "جيش خالد بن الوليد" التابع لتنظيم "الدولة" عن طريق قطع طريقها الوحيد، حيث تعتبر البلدة على حافة وادي اليرموك من الجهة الجنوبية والغربية، ويحيط بها التنظيم من الجهتين الشمالية بعد سيطرته على بلدة سحم الجولان، وبلدة جلين من الجهة الشرقية.
"أبو حمزة حيط" قيادي في غرفة "صد البغاة" من داخل البلدة المحاصرة تحدث عن الظروف القاسية التي تمر بها البلدة قائلا: "البلدة تفتقر في الوقت الحالي إلى المواد الغذائية والتموينية الأساسية بسبب انقطاع الطرقات، بالإضافة إلى نقص في المستلزمات والتجهيزات الطبية، وأهم ما تحتاجه البلدة هو حليب الأطفال الذي لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال".
وأضاف "أبو حمزة" في حديث لبلدي نيوز: "يقطن البلدة حالياً ما يقارب الخمسة آلاف مدني جلهم من النساء والأطفال، آثروا البقاء في البلدة تحت قصف تنظيم (الدولة) اليومي، على الخروج للمخيمات بريف درعا المجاور، إذ تتعرض البلدة بشكل يومي لقصف مدفعي من قبل التنظيم الموجود في بلدات سحم الجولان والشجرة المجاورتين للبلدة".
كما أشار القيادي في غرفة "صد البغاة" إلى أن "سكان البلدة لا يتمكنون من الخروج منها لإحضار مؤنهم إلا من خلال طريق وعر للغاية، وتحديدا في ساعات الليل بسبب استهداف الطريق من قبل تنظيم (الدولة)، فالبلدة تعيش حالة من التكافل الاجتماعي، حيث يعتمدون على خضروات القرية من بندورة وبطاطا وخيار، بالإضافة إلى عدم تسجيل أي حالة ارتفاع الأسعار بالرغم من الحصار وصعوبة إدخال المواد".
وعلى الصعيد الطبي، يقول "أبو عمر الصيدلاني" أحد الكوادر الطبية إن "البلدة تفتقر لنقطة طبية بالمعنى الفعلي، فهي تحوي فقط على ثلاثة ممرضين يتخذون من أحد المباني نقطة طبية يعملون بها، ويعتمدون عليها في إسعاف الجرحى المدنيين والعسكريين على حد سواء، فيما لا يملك الممرضون الثلاثة أي مستلزمات تساعدهم في تقديم العلاج للحالات الخطرة، وتقتصر على الشاش والضماد".
كما يتواجد في البلدة عدد من حالات الفشل الكلوي ومرضى السكري الذين يحتاجون لعناية طبية خاصة وأدوية لحالتهم، الأمر غير المتوفر حاليا في البلدة بسبب الحصار المطبق على البلدة منذ شهور، وفق "أبو عمر".
صمود عسكري غير مسبوق
وعلى الصعيد العسكري، قال أبو حمزة: "بلدة حيط تقع في موقع تماس مع تنظيم (الدولة) في درعا منذ ثلاث سنوات، أي منذ نشأة التنظيم في المحافظة، فالبلدة في رباط ضد التنظيم منذ ذلك الوقت، حيث تعرضت لأعتى محاولات الاقتحام والسيطرة عليها من قبله، إذ شهدت البلدة أحد عشر هجوما عنيفا استخدم التنظيم فيه المفخخات والعتاد الثقيل منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم، خمس منها خلال الأشهر الخمسة الأخيرة فقط".
وتابع أبو حمزة: "تمكن التنظيم من السيطرة على البلدة مرتين خلال هجومين في الليل، قبل أن ينسحبوا في الصباح تاركين خلفهم العديد من جثث قتلاهم، فقد قدمت بلدة حيط أكثر من 70 شهيدا من أبنائها في المعارك مع تنظيم (جيش خالد التابع لتنظيم الدولة)، خسر خلالها التنظيم أكثر من 300 من عناصره، بعضهم من قيادات الصف الأول".
وختم القيادي "أبو حمزة" حديثه لبلدي نيوز بالقول: "إن السر وراء صمود بلدة حيط هو قضيتنا فهي قضية أرض وعرض، وسر الصمود يكمن في كشف أهالي حيط للتنظيم منذ بدايته، ووقوف المدنيين إلى جانب الفصائل لما رأوا من جرائم قام بها التنظيم بحق أبناء القرية التي سيطر عليها من حرق جثث بعض المدنيين وقطع الرؤوس، بالإضافة إلى ذوبان الفصائلية في بلدة حيط ومقاتلة التنظيم تحت راية واحدة وهي رد العدو الصائل، فلا يخلو بيت من بيوت أهل حيط من شهيد أو جريح بفعل التنظيم المجرم".
يذكر أنه تم تشكيل غرفة عمليات "صد البغاة" في البلدة بهدف صد هجمات التنظيم التي كان آخرها في أول أيام عيد الفطر، حيث قتل على إثره العشرات من عناصر التنظيم وتم تدمير عدة آليات له واغتنام أخرى من قبل الثوار.