بلدي نيوز - درعا (محمد أنس)
تحظى بلدة "الشيخ مسكين" في ريف درعا بأهمية جغرافية بالغة الحيوية بالنسبة لكتائب الثوار والنظام على حد سواء، حيث يسعى الثوار إلى التمسك بها رغم كل ما تعانيه جبهات القتال من قصف عنيف ومركز من قبل نظام الأسد وطائرات الروس، كونها عقدة الوصل بين محافظتي درعا وريف دمشق مع القنيطرة والسويداء، في حين يأتي مصدر تركيز النظام على المدينة لذات الأهداف إضافة إلى اعتبارها رئة التنفس لدرعا المدينة الخاضعة لسيطرته.
مدينة الشيخ مسكين تقع بمحاذاة طريق دمشق ــ درعا من الجهة الغربية، والسيطرة عليها تؤدي -بحسب ما أكده مصدر عسكري من الجبهة الجنوبية لـ "بلدي نيوز"- إلى قطع طرق تأمين الإمدادات لقوات النظام في درعا المدينة بسبب موقعها في وسط سهل حوران ومحافظة درعا.
وتبعد مدينة الشيخ مسكين عن مركز مدينة درعا حوالي 22 كم وعن دمشق 80 كم، فيما تُعتبر الشيخ مسكين عقدة وصل وتواصل أساسية بين درعا وريف دمشق ولذلك يحاول النظام إعادة السيطرة عليها، كما أنها عقدة مواصلات داخلية بين القنيطرة ودرعا والسويداء وريف دمشق، وتعد الشيخ مسكين نقطة متقدمة ومتوسطة بين قيادة الفرقة الخامسة (ميكا) من الفيلق الاول والمتواجدة في ازرع والفرقة التاسعة دبابات من الفيلق الأول والمتواجدة في الصنمين.
وتقع مدينة الشيخ مسكين -بحسب القيادي العسكري- على خط الدفاع الأول عن دمشق بالنسبة للنظام، وفي أواخر شهر تشرين الأول سيطر النظام عبر عملية تسلل ناجحة إلى مؤخرة اللواء 82، وأقام نقاط دفاعية ونقاط رصد فيها، ويعتبر الموقع ذو أهمية استراتيجية كبيرة حيث يؤمن موقع رصد وتأمين ناري لطريق درعا-دمشق وبالتعاون مع المليشيات الإيرانية في "قرفا ونامر"، كما ويتحكم ناريا بطريق درعا القديم، ويحمي الخاصرة الجنوبية لقوات النظام في كل من بلدات الفقيع ومحجة والصنمين.
في منتصف شهر تشرين الثاني من العام الفائت، نفّذت قوات النظام هجوماً مفاجئا على مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي تحت تغطية نارية كثيفة من مناطق تمركز قوات النظام من اللواء 12 والفوج 175 والفرقة الخامسة في مدينة ازرع ومن مواقع المليشيا الإيرانية في بلدات "قرفا ونمر وخربة غزالة"، واستطاعت عبر هجوم من الجهة الشمالية والشرقية من حاجزي الكهرباء وقرفة ومن مؤخرة اللواء 82 التقدم والسيطرة على منطقة الإسكان العسكري شمالي المدينة
ويحاول النظام، بحسب القيادي، المناورة بالنيران لتشتيت تركيز القوى الثورية في المدينة، والمتمثلة بالجبهة الجنوبية وحركة المثنى الإسلامية، وتبديل اتجاهات الضربات النارية بين درعا المدينة ومحيط الشيخ مسكين والبلدات المحيطة بها، وفي حال نجح في السيطرة على الشيخ مسكين سيتمكن من إعادة تركيز نطاق الحماية الأول وهو ازرع الشيخ مسكين نوى، والذي يمتد بطول 21 كم، ويشكل ركيزة لعدة خطوط دفاع عن دمشق، وكان قد سيطر جيش النظام على مواقع في القسم الشرقي للبلدة ويسعى للوصول إلى الدوار الذي يقع وسط البلدة.
كما إن هجمات النظام على المدينة تأتي بغية تحقيق تواصل ميداني حيوي مع قواته في درعا البلد عبر أبطع وداعل، والبلدتان على اتفاق مصالحة مع النظام، وميدانيا تعتبر منطقة في صالح النظام كون الاتجاه الشرقي والشمالي الشرقي مسيطر عليه من قوات إيرانية في قرفة ونامر وقوات النظام في خربة غزالة وشقرا ومحجة.