السوريون في الحصار.. احذروا "أنفاس الشيطان" - It's Over 9000!

السوريون في الحصار.. احذروا "أنفاس الشيطان"

بلدي نيوز - (خاص)
لم يتعرض أي شعب عبر التاريخ البشري لما تعرض له السوريون من تعذيب واضطهاد وحصار وتضييق وتعاضد دولي وأممي ضدهم، وصل بهم مرحلة الإبداع والاختراع؛ إلى تحويل كل ما يوجد حولهم إلى وقود يستخدمونه في تسيير حياتهم، بسبب الوضع التعيس الذي يعيشونه وبخاصة في مناطق الحصار، والتي ينعدم فيها حتى الهواء لو استطاع نظام الأسد قطعه.
لتنتشر ظاهرة في سوريا نتيجة كثافة استخدام القنابل العنقودية هي ظاهرة "الطبخ بالمتفجرات" وهي حالة لم تسجل في تاريخ الصراعات إلا الصراع السوري، بسبب الطول الاستثنائي للحصار الذي استنزف جميع الموارد، فأطول حصار خلال القرن العشرين كان في لينينغراد (وبعض مناطق البوسنة) والذي لم يمتد لأكثر من عامين، لكن حصار الغوطة وأخواتها من المدن السورية استمر عدة أضعاف هذا الزمن ويكاد يصل لمستوى حصار "صور" التاريخي أو حصار طروادة الاسطوري الذي استمر أحد عشر عاماً.
حيث يتداول الكثير من السوريين مقاطع مصورة أقرب للفكاهة والتحدي؛ تظهر فيها عمليات الطبخ وقلي البيض وإعداد الشاي، عبر إشعال مواد متفجرة مأخوذة من قنابل مجدبة (عنقودية غالبا) ألقاها النظام والروس على المدنيين.
عملياً يعتبر التعامل مع المواد المتفجرة بأنواعها ضمن أشكال التعامل مع المواد السامة، والتي تعتبر فيها جميع أجزاء المادة سامة مثل القسم الصلب والغازات المنبعثة منها في الوضع الطبيعي، والتي يجب التعامل معها بحرص، ليس فقط بسبب خطورة الانفجار ولكن بسبب الخصائص السمية لهذه المواد والتي لا تقل خطورة عن تأثير انفجارها.
فالمواد المتفجرة هي مواد شديدة السمية، وخاصة عند التعامل المباشر معها بدون وسائل حماية ولفترات طويلة، (أقنعة، كمامات، قفازات، وبدلات عزل كيماوي) أو بطريقة خاطئة مثل التي تعرضها الفيديوهات.
الكارثة أن الخطر الناتج عن هذه الاعمال لا ينحصر فقط في التأثير السام للمتفجرات، بل يتعداه إلى التأثير القاتل المباشر، فالكثيرون يحاولون تقليد هذه الفيديوهات ويجهلون طريقة التعامل الصحيحة مع القنابل "المجدبة"، ما يتسبب بانفجارها بشكل مباشر، ما ينجم عنه خسائر بشرية يمكن تجنبها بسهولة مع بعض التوعية.
المشكلة كذلك لا تنحصر في المستخدمين المباشرين لهذه المواد، بل تتعداها إلى المحيطين بهم، فأي امرأة حامل قد تعرض جنينها لخطر التشوهات الخلقية في حال تعرضه لهذه الأبخرة السامة المنطلقة من اللهب الصادر عن هذه القنابل، وخاصة أن من يستخدمها للطبخ سوف يبقى قريبا منها، ويكرر العملية ما يجعله يتعرض لهذه المواد السامة بشكل مباشر.
إذاً، حالة الحصار والتضييق والفقر الشديدين أوصلت السوريين لوضع مأساوي أجبرهم فيه النظام على استخدام حلول مجنونة حرفيا لحل مشاكلهم والقفز فوق العقبات، وبعض هذه الحلول قد يخفف المشكلة مؤقتاً لكنه يخلق العديد من المشاكل التي تتفاقم مع الزمن، ما يوجب توعية وعرض خطر هذه الأفعال على المدنيين، فهي حل مؤقت لمشكلة، لكنها سبب للكثير من المشاكل التي تتفاقم مع الزمن.

 

مقالات ذات صلة

غرق أطفال سوريين في بركة ماء في لبنان

انخفاض طلبات اللجوء المقدمة في ألمانيا

شبان سور يون يقعون في فخ ويجندون للقتال في أوكرانيا

"الحكومة المؤقتة": نظام الأسد يتحكم بالمساعدات الأممية وفق مصالحه

جرحى مدنيون بقصف للنظام غرب إدلب

قنابل عنقودية تنهي حياة ثلاثة مدنيين في إدلب