بلدي نيوز – (خاص)
أعلنت اتحاد الكرة القطري، أمس الأحد، توقيع ثلاث اتفاقيات تعاون، في مجال كرة القدم، بينها اتفاقية مع اتحاد الكرة التابع لنظام الأسد.
ووقع الاتحادان القطري والتابع للنظام، اتفاقية تعاون لتبادل الخبرات و"جعل منصة كرة القدم منطلقا فاعلاً لتقارب جميع أفراد الأسرة الواحدة"، حسبما أفادت صحيفة العرب القطرية، كما وقع الاتحاد القطري اتفاقيتين مماثلتين مع الاتحادين الاردني واللبناني.
وذكرت الصحيفة أن "رئيس الاتحاد السوري صلاح رمضان شكر نظيره القطري على حسن التعاون متطلعا وفقاً للاتفاقية الى مزيد من التعاون البناء".
وحاول نظام الأسد منذ أشهر بمساندة روسية تسويق نفسه عبر الرياضة من خلال جذب اللاعبين الذين وقفوا إلى صف الشعب في ثورته أمثال فراس الخطيب، وعمر السومة، ونجح في استقطابهما إلى صفه.
ولا يمكن فصل الرياضة عن السياسة لأن النظام نفسه اعتقل الكثير من الرياضيين المعارضين له ومنهم من استشهد في المعتقلات أمثال جهاد قصاب إياد قويدر لؤي العمر وحسن سبيعي وغيرهم، ناهيك عن التصريحات التي تلت مباريات "منتخب البراميل" كما يسميه جمهور المعارضة، حيث صرّح اللاعبون العائدون إلى حضن النظام، بأهمية الوقوف إلى جانب النظام ومنهم من تمنى أن يكون ضابطاً في جيش النظام، ومنهم من اعتبر الانجاز الرياضي موازي لإنجازات الجيش على الأرض.
بالعودة إلى الموقف القطري، شهدت تصفيات كأس العالم الأخيرة محاولة قناة "بي إن سبورت" التسويق لمنتخب نظام الأسد، بالتوازي مع حملة النظام لتسويق نفسه، فظهر المعلقين الرياضيين والمحللين في القناة بشكل آخر خلافاً عن تصريحاتهم المؤيدة للثورة في وقت سابق، فكان الترويج ظاهراً، خلال التعليق على المباريات من يوسف سيف المعلق القطري المشهور، الذي قال عن منتخب النظام بأنه "منتخب الأحلام".
لكن المفاجأة الأكبر جاءت من المعلق الأكثر شهرة في الساحة الرياضية من المعلق التونسي عصام الشوالي، الذي تمنى أن تنجح ثورة السوريين كما نجحت الثورة التونسية "ثورة الياسمين" وندد بما يفعله النظام ليأتي ويقول عن منتخب النظام في التصفيات العالمية الأخيرة، بأن كل من لا يشجع هذا المنتخب فهو مريض نفسي، وهذا يدل وفق جمهور المعارضة أنه ضوء أخضر قطري، للمساهمة في تلميع وتسويق نظام الأسد عبر بوابة الرياضة.
وفي هذا الشأن قال ظلال معلم رئيس الهيئة العامة للرياضة والشباب السورية، "الثورة السورية كاشفة منذ بدايتها، وستظل كاشفة، حيث كشفت دول وسياسيين ورياضيين، وحتى أشخاص زعموا بأنهم مع الشعب السوري، ولا نستغرب مواقف مشابه سواء من دول أو أشخاص في المستقبل".
وأضاف، "قطر كغيرها من الدول العربية لا تملك قرارها السيادي، هذه الخطوة وغيرها من الخطوات باتجاه نظام الأسد كلها بأوامر أمريكية بحتة ولا يمكن لها مخالفة الأوامر".
يُذكر أن العديد من الشخصيات الرياضية السورية المعارضة، منهم لاعب الأهلي السعودي "عمر السومة" ولاعب نادي السالمية الكويتي "فراس الخطيب"، عادوا بشكل مفاجئ إلى سوريا في وقت سابق، ليعلنوا انضمامهم إلى منتخب كرة القدم، بعد انقطاع دام سنوات، بسبب مواجهة النظام للسوريين بالنار والصواريخ، حسب ما أعلنوا آنذاك.
ويرى مراقبون أن أطرافاً إقليمية ودولية تسعى ومنذ عدة أشهر، إلى إعادة تدوير النظام وتلميع صورته عربياً ومحلياً، وذلك يبدأ عن طريق الرياضة والسينما والفنون والإعلام.