بلدي نيوز - حمص (هبة محمد)
أهلكت الثورة السورية كاهل الأسد ونظامه بروح مظاهراتها السلمية، وكذلك عندما تحررت المدن السورية على يد أبنائها في الجيش السوري الحر، الأمر الذي جعل الأسد يفتح الحدود البرية والجوية أمام الميليشيات الطائفية المتعددة الجنسيات بقيادة إيرانية ليسرحوا ويمرحوا في البلاد دون رقيب، مقابل إبقاء الأسد في الحكم، ومنع نظامه من السقوط، وتحويل الصراع من ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة وإسقاط النظام إلى حرب طائفية.
الصحفي السوري "عبد الحي الأحمد"، يرى بأن زج الميليشيات الطائفية في سورية لم يكن حنكة سياسية من نظام الأسد، بل هو ورقة إنقاذ عبرت من خلالها إيران إلى مفاصل صنع القرار في سوريا بعد وصوله لمرحلة الانهيار الأولى نهاية 2012، حينما كان الجيش السوري الحر يحظى بشرعية أكبر من قبل المجتمع الدولي، ويسيطر على 70% من مساحة سوريا من بينها مناطق هامة جدا كالقلمون ونصف أحياء حمص وأجزاء كبيرة من دمشق وريف اللاذقية.
واستطرد قائلاً "سعت إيران بعد زج هذه الميليشيات الطائفية إلى إظهار الأسد كالمنقذ، وبدأت فعليا بالتغلغل في سوريا خصوصا بعد اغتيال خلية الأزمة التي كانت عائقا للمخطط الإيراني في المنطقة، كون جميع من تم اغتيالهم هم من دعاة التقارب مع العرب والأتراك وعلى رأسهم أصف شوكت وحكمت راجحة عرابي".
وحول ما ارتكبته تلك الميليشيات في سورية، أورد "الأحمد": نتائج تدخل هذه الميليشيات كانت كارثية على "الدولة السورية"، أما بالنسبة للنظام فكان تأثيرية بقدرتها على دعم استمراريته على حساب سلطته على البلاد التي بدأت بالتقلص شيئا فشيئا، لتصبح هذه الميليشيات "المدعومة إيرانيا" ذات سطوة كبيرة وصلت حد التغيير الديموغرافي في مناطق العاصمة وريفها الغربي المحاذي لجنوب لبنان، طبعا كل ذلك على حساب الشعب السوري بكافة أطيافه".
وأضاف، "حتى العلويون تم شراء ولاءاتهم لصالح المشروع الشيعي الذي أخذ بالانتشار عبر التشيع وبناء المزارات والحسينيات، وأن ميليشيات الأسد أقدمت على بيع سوريا لإيران وروسيا وقد تحولت من لاعب أساسي إلى حجر شطرنج".
في حين يرى البعض أن هناك انزعاجا علويا من التمدد الشيعي في الساحل، وأن هذا الانزعاج كان السبب الأبرز لطلب دخول روسيا المباشر في سوريا، خاصة بعد تهميش العلويين من قبل الحرس الثوري الإيراني وميليشياته.
بدوره، يرى الناشط الإعلامي "أبو البراء الحمصي" أن الميليشيات الطائفية كانت تعمل ليل نهار وما زالت في إحداث تغيير ديمغرافي، بدء من القصير والزبداني، ليشمل غالبية محافظة حمص، وكذلك ريف دمشق، وأن خفايا التغيير الديمغرافي ضمن المناطق التي ما زالت تحت سيطرة الأسد مجهولة المصير بسبب قلة التغطية الإعلامية فيها".
وأشار "الحمصي" إلى أن التغيير الديمغرافي هدف إيراني، بتسهيل ومشاركة الأسد بعد عجزهما عن قمع الثورة السورية بشتى الوسائل العسكرية من البندقية حتى الأسلحة الكيماوية التي ضربها الأسد على غوطتي دمشق في شهر آب عام 2013.
وكانت قد تحدثت وسائل إعلامية عن وجود أكثر من خمسة آلاف عنصر من الحرس الثوري الإيراني، يوجدون ضمن تشكيلات مسلحة بسوريا يغلب عليها الطابع الطائفي، ومنها: كتائب "عصائب أهل الحق" و"فيلق بدر" و"حزب الله"، التي قاتلت في العراق ثم انتقل كثير من عناصرها بتوجيه حزب الله اللبناني، وهو من أكثر الفصائل قربا من النظامين السوري والإيراني معا، ويعد الأفضل تسليحا وتدريبا، والقوة الأكثر رمزية بعد الحرس الثوري الإيراني.
ألوية أبو الفضل العباس: وهي حركة شيعية مسلحة يُعتقد أنها تتبع للتيار الصدري في العراق. برزت خلال مشاركتها في الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد بدعوى حماية المراقد المقدسة.
كتائب سيد الشهداء وذو الفقار: بدأت في العراق، وانتقلت إلى سوريا بالتوجيه نفسه.
لواء "فاطميون" الأفغاني، ولواء "زينبيون" الباكستاني، حيث قالت المعارضة الإيرانية إن طهران شكلت الفرقة الأولى من السجناء الأفغان الذين أفرج عنهم شريطة القتال في سوريا، وشكلت الثانية من باكستانيين شيعة قاطنين بإيران.
فيلق "ولي الأمر": وهو مكلف أساسا بحماية المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وقادة النظام الإيراني. لكنه أرسل عددا من أفراده -لهم تكوين عال لسوريا وتحديدا إلى حلب، وفي المحصلة، تجاوز عدد الفرق والتشكيلات الإيرانية بسوريا أكثر من 40 فصيلا على الأقل، جلهم من الميليشيات الشيعية العراقية، تحت إشراف مباشر من قبل الحرس الثوري الإيراني.