لماذا تعتبر معركة السيطرة على تدمر من أهم المعارك في سوريا؟ - It's Over 9000!

لماذا تعتبر معركة السيطرة على تدمر من أهم المعارك في سوريا؟

بلدي نيوز – (راني جابر) المحلل العسكري في بلدي نيوز
تعتبر معركة السيطرة على مدينة تدمر إحدى أهم المعارك المفصلية في البادية السورية، فالسيطرة عليها تعني الإشراف على مجموعة من الطرق المحورية، والتي لا تفصلها أي موانع جغرافية حقيقية عنها، مثل طريق الرقة سلمية والطريق باتجاه معبر التنف، حيث لا يوجد أي تجمعات سكانية حقيقية تفصل تدمر عن هذين الطريقين، بل بادية مفتوحة وغير وعرة التضاريس.
هذه المعركة التي إذا وضع الطرفان ثقلهما فيها ستكون طويلة ومريرة، وخصوصاً بسبب التضاريس التي تحيط بالمدينة، فهي خليط من البوادي المفتوحة والتلال الصخرية.
حيث يصعب إخفاء أي تحرك عسكري للنظام، ما يبرر القصف الروسي العنيف والذي تركز على المدينة التي سويت أحياء كاملة منها بالأرض، في محاولة لإفراغها من المدافعين والمدنيين، فالنظام يريد المدينة خالية من سكانها كجزء من عملية التغيير الديموغرافي للمنطقة.
المساحات الواسعة والمفتوحة المحيطة بالمدينة، جعلت المهمة صعبة على قوات النظام للتقدم، ما أجبره على الاستعانة بعدد كبير من الغارات الروسية بشكل أساسي حيث قصفت المدينة ومحيطها بقرابة الألف غارة.
حشد النظام عدداً كبيرا من القوات وحتى أفضل دباباته لاستعادة المدينة، حيث سجل وجود عدة دبابات T-90 في المنطقة، وعددا من الراجمات المختلفة منها راجمات سميرتش وغراد، فهو يضغط من الغرب عبر عدة محاور في محاولة للاستفادة من مجموعة التلال الواقعة غربي المدينة وتشرف عليها مباشرة، والتي يسعى لاستخدمها لاستهداف المدينة من قممها وكشف تحركات عناصر التنظيم.
حيث يصعب التقدم من جنوبي المدينة وحتى شمالها بسبب طبيعة الأرض ووجود السبخة الملحية في الجنوب، ومجموعة من التلال الصخرية في الشمال ما يجعل الغرب هو أفضل طريق للتقدم تجاه المدينة، إن لم يكن الوحيد المتاح للنظام.
معركة تدمر قد تطول كثيراً بسبب وجود احتمالية كبيرة لتنفيذ عمليات التفاف من قبل التنظيم عبر البادية الممتدة حول المدينة، وتطويق قوات النظام، إضافة لإمكانية قطع خطوط الإمداد التي تجلب التموين للنظام والممتدة لأكثر من 150 كم باتجاه حمص أو دمشق عبر البادية.
ما يفرض على النظام الاستعجال و الضغط بشدة للتقدم وأخذ المدينة بسرعة، بسبب العبء اللوجستي الكبير الذي تفرضه المعركة والذي سيتزايد باضطراد.
المعركة المنتظرة في تدمر لقوات النظام ليست بالسهلة، فالمناطق الواسعة المكشوفة تسهل استخدام العربات المفخخة لضرب قواته وكذلك الألغام المختلفة، والتي سيحتاج تفكيكها فترة طويلة من قوات النظام ما يعرقل تقدمها بشكل كبير.

مقالات ذات صلة

قائد "جيش سوريا الحرة" يبدي استعداد قواته للتعاون مع "قسد" ضد "التنظيم"

حمص.. ميليشيا إيرانية تطرد عائلات من أحد أحياء تدمر

قصف جوي ومدفعي يطال بلدات ريف إدلب الغربي والجنوبي وريف حماة الغربي

شهداء أطفال بقصـف لـ "قسد" على مناطق سيطر عليها مقاتلي العشائر بريف حلب

روسيا تكثف غاراتها على جبل الزاوية في إدلب

جرحى بقصف للنظام على مخيم للنازحين شمال إدلب.. وخسائر للنظام في إدلب واللاذقية