هل اعتمد التحالف الدولي على "جيش الأسد وميليشيات إيران" لتطويق الرقة؟ - It's Over 9000!

هل اعتمد التحالف الدولي على "جيش الأسد وميليشيات إيران" لتطويق الرقة؟

بلدي نيوز – (أيمن محمد)
مستوى الاهتمام الإعلامي لنظام الأسد بمعركة تدمر ليس له مثيل سابقاً، فمنذ بدأ النظام بحشد قواته لشن المعركة بدأت الحملة الاعلامية للوسائل الإعلامية الموالية له.
حيث يعتبر نظام الأسد "تدمر" أهم المدن في وسط سوريا، فهي مشرفة ومسيطرة على مجموعة خطوط مواصلات هامة، و تتحكم بالبادية السورية بشكل كامل، إضافة لوجود مطار عسكري فيها، عدا عن حقيقة إشرافها على مجموعة من المناطق الحيوية المكتظة بأنواع الثروات الباطنية، من فوسفات و غاز وملح وأنابيب النفط وغيرها .
الهجوم على تدمر -وما سبقها وسيلحقها من بلدات في البادية السورية- ليس عملاً معزولاً، فهو جزء من استراتيجية تمتد من ريف حمص الشرقي باتجاه الحسكة مروراً بدير الزور وصولاً إلى الموصل .
فالنظام يسعى للاستفادة من المقدرات خلال الوقت الذي أتاحته له الهدنة مع فصائل الثوار، لإراحة قواته وإعادة تجهيزها للعودة إلى القتال مرة أخرى مع انتهاء الهدن التي سيحصل عليها كوقت مستقطع لالتقاط أنفاسه، وتحقيق أهداف استراتيجية على محاور أخرى تساهم في تعزيز اعتماده لدى الغرب كشريك في مكافحة "الإرهاب".
لكن أكبر خطوة استراتيجية يستفيد منها النظام خلال الهدن، هي عمليات التقدم المحدود في بعض المناطق، والسيطرة على نقاط استراتيجية مهمة بعد تركيز القوة عليها، بحكم انخفاض عدد النقاط التي يقاتل فيها، وقدرته على حشد قوات من مناطق مختلفة باتجاه نقطة واحدة.
عمليات التقدم هذه ستؤثر على وضعه الاستراتيجي ككل في مختلف المناطق، وستسمح له بالعودة للقتال بعد السيطرة على عدة مناطق مهمة كانت عوائق في طريقه لفترات طويلة، ما يسمح له أن يطوّر هجومه بشكل أسهل مع استئناف القتال.
ضراوة القتال
معركة تدمر التي تدخل مرحلة مهمة بعد سيطرة قوات النظام على القلعة الأثرية المطلة على المدينة، والتي كانت مراحلها السابقة شرسة للغاية، حيث قصف النظام والروس المدينة والبادية المحيطة بها بشكل هيستيري بما لا يقل عن 1000 غارة، و آلاف من صواريخ الراجمات ومختلف أنواع المدفعية والأسلحة المختلفة، في حين رد التنظيم بالعمليات الإنغماسية والسيارات المفخخة، التي حصدت من عناصر النظام عدداً كبيراً.
لا يعرف لأي حد سيستمر التنظيم بالقتال في المدينة، لكن عدة مؤشرات تشير إلى أنه سيقاتل بضراوة ولفترة طويلة، وستزداد ضراوة المعارك مع الوقت واقتراب النظام من المناطق السكنية أكثر، فحتى الآن المناطق التي سيطر عليها النظام تعتبر معزولة عن الكتلة الأساسية للمدينة.
استراتيجية التطويق
السيطرة على تدمر هي جزء من المهمة الملقاة على عاتق النظام ضمن المهمة التي هدفها النهائي مدينة الرقة، فالنظام يسعى بقوة للسيطرة على تدمر مدعوماً بالطائرات الروسية والميليشيات الشيعية العراقية والإيرانية.
حيث تعتبر تدمر نقطة الانطلاق نحو الشرق باتجاه السخنة ثم كباجب فدير الزور، ثم الالتفاف باتجاه ريف الحسكة الجنوبي.
فالهدف من هذه العملية هو تطويق مدينة الرقة، وقطع طرق اتصالها مع باقي الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم قبل الهجوم عليها.
قد يتجنب النظام معركة شاملة في ديرالزور سواء المدينة أو الريف بسبب ضخامة المعركة المتوقعة في تلك المنطقة، وعدم جاهزيته لها بعد، فالنظام الذي كانت جميع الظروف في مصلحته في معركة تدمر، من بيئة وتضاريس وقدرة نارية وعسكرية، ووسائل استطلاع لايزال بحاجة للكثير ليسيطر على المدينة بشكل كامل، فهو لحد الآن يحارب على أطرافها ولم يدخل الى الكتلة السكنية الأساسية للمدينة، والتي يتوقع أن تكون معركتها شرسة جداً، فسيحرق النظام المدينة بشكل كامل حتى يستطيع السيطرة عليها، أما بالنسبة للمعركة في ديرالزور فلن تكون الظروف في مصلحة النظام كحالها في تدمر، لأسباب تتعلق بالبيئة في المنطقة والتضاريس والكثافة المبنية وطرق إمداد التنظيم الأكثر في ريف ديرالزور الشرقي.
الرقة-الموصل
تعتبر معركة الرقة إحدى أهم المعارك التي يخطط لها التحالف الدولي ضد التنظيم، ولكنه يفتقر للكثير من الأدوات لدخول تلك المعركة و من بينها القوة البرية التي تستطيع الدخول في هذه المعركة الضخمة، والتي يتوقع أن تحدث بالتزامن مع معركة الموصل التي يعتبر "الحشد الشعبي" وقودها، إضافة للجيش العراقي والميليشيات الشيعية العراقية، بهدف تشتيت التنظيم ومنعه من تركيز قواته المدافعة وإجباره على القتال في عدة جبهات في وقت واحد.
الهجوم على تدمر وما قد يتبعه من تقدم لقوات النظام باتجاه الشرق يعكس حقيقة الدور المهم لنظام الأسد في الاستراتيجية الغربية، فقائد العمليات الخاصة في الجيش الأميركي جوزيف فوتل، صرح منذ فترة "أن لدى التحالف الدولي استراتيجية تقوم على (عزل مدينة الرقة)".
حيث يقدم النظام بمساعدة الروس أوراق اعتماده كمحارب "للإرهاب"، فسيطرته على تدمر في هذه الظروف سوف تعطيه دفعاً للأمام وتخفف عنه العزلة الافتراضية، وخاصة بعد طرحه لنفسه كنظام "علماني معتدل" يحارب المتطرفين الذين أدموا أوربا و(ينتصر) عليهم.

مقالات ذات صلة

القوات التركية تعاود تقصف مواقع "قسد" في سوريا

استهداف صهاريج قاطرجي بريف الرقة

"قسد" تبلغ نازحين من دير الزور لمغادرة القامشلي

أحدهم قيادي.. انفجار يوقع قتلى من "قسد" في دير الزور

الرقة: ضربوه وسرقوا أغنامه ثم حملوه رسالة تهديد لأبناء المنطقة

لم تصله منذ سنوات.. داعش تشن هجوما على طريق الرقة دير الزور