بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
عاد النظام لتكرار سيناريو اﻷخطاء اﻹدارية، التي امتدت لتفاقم "أزمة البطالة" في البلاد؛ فقد كشفت صحيفة "البعث" الرسمية، أنه سيتم إطلاق برنامج ﻷتمتة مكتب التشغيل التابع لوزارة الشؤون اﻻجتماعية والعمل.
وبحسب مدير وحدة الترشيح المركزي، في وزارة الشؤون اﻻجتماعية والعمل، التابعة للنظام، حازم الكردي، سيتم من خلال البرنامج الجديد إطلاق موقع الكتروني يؤمن إمكانية التسجيل للمتعطلين. وفق صحيفة "البعث".
وشهدت فترة تحكم "وزارة الشؤون اﻻجتماعية" عبر ما يسمى بـ"مكتب الدور" حالات فساد ومحسوبيات، ضجت بها صفحات اﻹعلام الرسمي، دون تقديم مسؤول للمحاسبة، وتم توظيف عددٍ من الشباب في الدوائر الرسمية، بناءً على "الوسائط والرشى" دون مراعاة الكفاءة العلمية، وفق مصدر مطلع في وزارة الشؤون اﻻجتماعية.
ويحكي "فؤاد عبدالله"، لبلدي نيوز؛ أنّ وسيطاً في عملية التوظيف، طلب منه 700 ألف ل.س، عام 2004 لتوظيفه في إدارة الجمارك.
وأضاف؛ "من المفترض أن استعيد المبلغ بظرف عامين على أبعد تقدير، باعتبارها وظيفة برتبة متدنية، طبعاً بطرق ملتوية، ورفضت العرض، الذي سيحقق لي تجاوز مكتب التشغيل".
يذكر أنّ البرنامج الجديد لعمل مكاتب التشغيل أتى بعد إلغاء دورها بموجب القرار 116 لعام 2011، وبموجبه تم السماح للجهات العامة باﻹعلان عن حاجتها من اليد العاملة عبر المسابقة لكل من الفئتين اﻷولى والثانية، واﻻختبار للفئات، الثالثة والرابعة والخامسة، وهي الفئات الوظيفية في الدولة كما تم تحديدها وفق القانون.
ويشار إلى أنّ إحداث مكاتب التشغيل أتى أيضاً بموجب القانون رقم 3 لعام 2001.
ولم يفلح المكتب في "مكافحة أو تحجيم البطالة"، وﻻ حتى تخفيض مستوياتها، بل "زاد الطين بلة"، وفق مصدرٍ مسؤول داخل وزراة الشؤون اﻻجتماعية، رفض الكشف عن هويته ﻷسباب أمنية.
وذكر مدير المكتب المركزي للإحصاء، التابع للنظام، إحسان عامر، في حزيران/يونيو 2018 أن معدل البطالة شكل 14.8 % من قوة العمل، ثم بدأ باﻻرتفاع ليسجل في 2015 نسبة 48.4%.
وتذرع مسؤولو النظام في وقتٍ سابق بوجود ما أطلق عليه وصف "البطالة المتعنتة"، ويرفض الشارع السوري جملة وتفصيلا فكرة تعنت الشباب ورفضهم لفرص العمل، حتى وإن كانت أقل رتبة من تحصيلهم العملي، على اعتبار أنها ليست من ضمن مشاربهم الفكرية التي تؤمن بقيمة العمل.
ومن المرجح أنّ نسب البطالة ستشهد تحليقاً جديداً في مناطق سيطرة النظام ما يعني أزمة كارثية مجتمعية، باعتراف صحيفة البعث الرسمية التي عنونت لتقريرها؛ "بين تحقيق اﻷحلام وبيع اﻷوهام.. هل تشهد مكاتب التشغيل انطلاقة جديدة بعد أن فقد المواطن الثقة بدورها؟"، ويشرح العنوان الطويل الكثير من التفاصيل بشكلٍ مكثف كما هو واضح، ويقال في العرف الشعبي؛ "المكتوب واضح من عنوانه".