بلدي نيوز – حلب (خالد الخلف)
"عندما ينقذ رجال الدفاع المدني طفلاً أو رجلاً أو امرأة اعتبرهم قد أنقذوا فرداً من عائلتي؛ ذاك شعور عارم من الفرح الذي لا يمكن وصفه بأي شكل من الأشكال، نحن، كدفاع مدني، سخّرنا رب العالمين لإنقاذ المدنيين، ويقول تعالى: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً"، بهذه الكلمات عبّر الشهيد خالد حرح يوما ما عن فخره واعتزازه بعمله في مؤسسة الدفاع المدني السورية التي نعته أمس الخميس بعد قصف جوي من قبل طائرات النظام استهدفه قرب حي الراموسة جنوبي حلب، أثناء قيامه مع زملائه بإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
خالد حرح (35عاما) من مؤسسي الدفاع المدني في حلب، وصاحب فيديو "عملية الإنقاذ المعجزة" التي اشتهر بها وسلطت وسائل الإعلام العالمية الضوء عليها، عندما أنقذ خالد طفلاً رضيعاً يبلغ من العمر /20/ يوماً من تحت الأنقاض في حي السكري بحلب عام 2014، بعد البحث والعمل الشاق لساعات متواصلة.
بعد شهرته في عملية الإنقاذ المعجزة وجهوده الإنسانية المميزة في الدفاع المدني، دعي خالد من قبل منظمة "ميدي" إلى الولايات المتحدة ليتم تكريمه هناك، ويقدم شهادته حول استخدام نظام الأسد للبراميل المتفجرة في قصف المدنيين، وسافر برفقة رئيس الدفاع المدني في سوريا السيد رائد الصالح.
يقول زملاء خالد إنه رغم العروض التي قدمت إليه للتكريم وللاستقرار في أوروبا وأمريكا، وتقديم اللجوء له ولعائلته، رفض خالد وآثر العودة إلى حلب لإكمال عمله الإنساني ليرتقي شهيداً وهو يبحث عن الحياة من بين براثن الموت.
ويضيف زملاءه إنه ليس الأول وليس الأخير، فقد تم استهداف عناصر الدفاع المدني مراراً وتكراراً أثناء عملهم، واستهدفت العديد من مقرات عملهم واستشهد العشرات منهم.
يذكر أن خالد عمر حرح، من مواليد مدينة حلب، كان يقطن في حي الشيخ سعيد، متزوج ولديه طفلتان، ويعدّ من مؤسسي الدفاع المدني في المحافظة.
الجدير بالذكر أن منظمة "سيريان كامبين" دعت من خلال حملة أطلقتها في آب الماضي، المنظمات داخل سوريا وخارجها، لدعم ترشيح مؤسسة الدفاع المدني في سوريا، لنيل جائزة نوبل للسلام لعام 2016.