عام 2022.. انعطافة تركية تجاه "الأسد" والمعارضة ترفض الرد على "بلدي نيوز" - It's Over 9000!

عام 2022.. انعطافة تركية تجاه "الأسد" والمعارضة ترفض الرد على "بلدي نيوز"


بلدي نيوز - (مصعب الأشقر) 

اتسم عام 2022 بمتغيرات وأحداث سياسية، كان لها الأثر الكبير على الساحة السورية ككل، بأبعادها المختلفة واتجاهاتها المتعددة، لعل أبرزها الانعطافة التركية الأخيرة باتجاه تطبيع العلاقات الأمنية والعسكرية والدبلوماسية والسياسية مع نظام بشار الأسد، وسط صمت تام من قبل المعارضة السورية السياسية المتمثلة بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، وهيئة التفاوض السورية، والعسكرية المتمثلة بالجيش الوطني السوري، فكيف تعاملت المعارضة السياسية السورية مع تلك المتغيرات؟ وما الموقف الدولي منها؟ وكيف كان دور نظام الأسد السياسي خلال عام آخر من القطيعة الدولية.


فشل المعارضة والنظام

يقول المحلل السياسي "سامر خليوي" لبلدي نيوز، إن "المعارضة السياسية لم ولن تتغير، طالما أنها لا تحظى باعتراف شعبي، وطالما أن قرارها ليس مستقلا، لذلك لا يعول عليها أحد، خاصة وأنها لا تحقق أي مطلب من مطالب الشعب السوري، وأيضا لوجود فجوة كبيرة بينها وبين الشعب السوري، لم تستطع أن تردمها".

وأكد "خليوي"، أن "نظام الأسد من تراجع الى آخر، فهو يعتمد بشكل كامل على الحليف الروسي والايراني، وهما الآن بأسوأ حالاتهما، ونظام الأسد لم يعد صاحب كلمة، بل مجرد تابع لروسيا وإيران ليس إلا، وهو يعلم علم اليقين، أنه سينهار يوما لأن بقاءه يعتمد على المحتلين الروسي والإيراني".

ولفت "خليوي" إلى أن الموقف الدولي من الأحداث في سوريا، خلال العام 2022 كما هو، فالجميع يعمل على إدارة الأزمة وليس حلها، وبالطبع لو أرادت أمريكا والغرب الوصول إلى حل، لوجدوه، لكن المشكلة تكمن بعدم الرغبة للتوصل إلى حل، طالما أن الوضع الحالي يناسبهم، وهم منذ البداية يعتمدون على مبدأ لا غالب ولا مغلوب، ولم يقف المجتمع الدولي عامة والغرب خاصة، مع المظلوم ضد الظالم، ومع الحق ضد الباطل، بل حتى أقرب حليف للثورة، وأنا أقصد تركيا تريد التطبيع مع الأسد، والتي وثّقت مع غيرها جرائم الأسد، ووقفت فصائل المعارضة معها  في عملياتها العسكرية، سواء في سوريا أو ليبيا او أذربيجان".

 

حراك بلا نتائج

بدوره، قال الصحافي "أيمن عبد النور" لبلدي نيوز، إن "المعارضة السياسية السورية بأجسامها، كانت تتسم بحراك أكبر من السنوات السابقة، برئاسة سالم المسلط للائتلاف وبدر جاموس لهيئة التفاوض، إذ شاهدنا عددا من الجولات الخارجية، وعددا أكبر من اللقاءات مع مسؤولين ودبلوماسيين سواء في أوروبا أو في إسطنبول، لكن كل تلك الزيارات لم تحقق النتائج المرجوة،  بسبب سوء تعامل إدارة الاجسام السياسية السابقة مع الدول العربية، المسؤولة عن الملف ولم تستطع الإدارات الجديدة أن تعمل خروقات مع السعودية ومصر والامارات، وبالتالي لم تكن النتائج على المستوى المرجو، إضافة لما حصل من مشاكل وإساءات ضمن أعضاء الاجسام السياسية، ساهمت في تدمير سمعت هيئة التفاوض والائتلاف الوطني".

وأشار "عبد النور" إلى أن النظام مستمر بأجندة واحدة، وهي البقاء في السلطة، واللعب على حبال الدول الداعمة مثل إيران وروسيا وبعض الدول العربية، إذ يحاول فتح أقنية جديدة، وكان موفقا خلال العام 2022، في فتح قنوات مهمة عن طريق رجال الدين المسيحي مع الاتحاد الأوروبي، واستطاع تأمين مردود مالي، وإذ كان ضعيفا، كما استطاع من خلال روسيا تحقيق بعض الإنجازات، من خلال التفاوض على استمرارية فتح باب الهوى أمام المساعدات الحصول على أموال وتمويل لمشاريع التعافي المبكر، المقدمة من الأمم المتحدة، وبالتالي استطاع النظام القيام بمناورات كثيرة، بيد أن الوضع الاقتصادي المنهار وتشديد العقوبات الغربية والأمريكية، وملاحقة كل من يحاول التعامل معه أو يفكر بدعمه، مثل الإمارات وسلطنة عمان المتابعة بدقة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، حالت دون ذلك، وبالتالي نرى أن النظام فشل فشلا ذريعا، سيما أمام روسيا التي أدركت أنه نظام فاسد، لا يمكن تقديم قروض له، وهذا ما يؤكده مطالبتها له بالدفع سلفا، مقابل أي شحنات قمح أو نفط، وإيران توقفت عن تمويله بسبب كشفها لعبه بين إيران وروسيا، والغمز لإسرائيل عن طريق الامارات أنه مستعد للمشاركة في الاتفاق الابراهيمي وتحسين علاقته مع تركيا.


لاءات ثلاث

وفيما يخص المجتمع الدولي، وموقفه من القضية السورية، لفت الصحافي "عبد النور" إلى أن النهج الدولي يعمل وفق مصالح كل دولة، بمعنى أن الاتحاد الأوروبي مثلا ليس موحدا، هناك دول مثل هنغاريا وإيطاليا وبعض المسؤولين في النمسا، يرغبون بإقامة علاقات مع النظام، لكن الاتحاد الأوربي كمفوضية ملتزم بـ"لاءات ثلاث" لا للتطبيع، ولا لإعادة الاعمار، ولا لتقديم مساعدات اقتصادية للنظام، إلا بحال وجود حل سياسي، وبالنهاية الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي يعملان لمصالحهم، ومازال هناك تمسك أن النظام الحاكم في سوريا مجرم  حرب، واليوم تمت إضافة أنه تاجر مخدرات كبير بعد صدور القانون الأمريكي الخاص بذلك، وبالتالي أصبح النظام عبئا على كل دولة تريد فتح علاقات اقتصادية أو سياسية معه، وهذا كله يصب بصالح المعارضة.


لا رد

وحول أبرز أعمال المعارضة السياسية السورية وما اعترضتها من عقبات خلال العام 2022، تواصلت شبكة "بلدي نيوز" مع هيئة التفاوض السورية، إلا أنها لم تتلقَ ردا حتى ساعة نشر هذا التقرير، حيث طرحنا أسئلة عن الخطوط العريضة لعملها خلال العام الماضي، والخطوط العريضة لعملها خلال العام الجاري 2023، خاصة بعد توجه تركيا لتطبيع علاقاتها مع نظام الأسد. 

وكانت اللجنة الدستورية أجرت آخر جولة من المفاوضات في جنيف، في مطلع الشهر السادس من عام 2022، على أن تعود الهيئة المصغرة للاجتماع ضمن الجولة التاسعة في شهر تموز/يوليو 2022، بيد أن ذلك لم يتحقق بسبب شروط تضعها روسيا، بحسب تصريح صحفي لهادي البحرة الرئيس المشترك للجنة الدستورية من قبل المعارضة.

وبخصوص الانعطافة التركية الأخيرة باتجاه تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، كشفت مصادر إعلامية، أن الائتلاف الوطني السوري طالب باجتماع مع المسؤولين الأتراك، لتوضيح بعض الأمور والمستجدات، عقب الاجتماع الثلاثي مع روسيا والنظام في موسكو.

وقال موقع تلفزيون "سوريا"، إن الائتلاف الوطني طالب باجتماع عاجل مع المسؤولين الأتراك، لتوضيح بعض الأمور.

ونقل التلفزيون عن مصادر في الائتلاف، قولها إن الاجتماع بين الأتراك والائتلاف سيكون بداية الأسبوع المقبل. وبيّن أنه لا يوجد تغيير في مواقف الائتلاف، بشأن ثوابت الشعب السوري والثورة السورية، ولا يتنازلون عنها.

ولعل أبرز حدث طفى على الساحة السياسية خلال العام 2022، كان الكشف عن مجزرة التضامن المرتكبة في العام 2013، من قبل ميليشيات النظام، ضد مدنيين في حي التضامن الدمشقي، وما رافقها من إدانات أوروبية وأمريكية وعربية، طالت نظام الأسد، ووصفت نظامه بالمجرم، ودعت بعضها لمحاكمته.

في حين وقع الرئيس الأمريكي في الـ 24 من الشهر الفائت، قانون مكافحة إنتاج الكبتاغون والاتّجار به، من قبل نظام الأسد في سوريا، وذلك بعدما أقرّه الكونغرس الأمريكي.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن بايدن وقّع على قانون تفويض الدفاع الوطني للعام المالي 2023، بعدما أقرّه الكونغرس، بقيمة 816.7 مليار دولار، ليصبح قانوناً نافذاً، حيث يتضمن محاربة تجارة مخدّر "الكبتاغون" التي يقودها نظام الأسد.

مقالات ذات صلة

تصريح أمريكي بخصوص قانون كبتاغون 2 ضد نظام الأسد

الائتلاف الوطني يدين الاعتداء على اللاجئين السوريين في لبنان

"الائتلاف" ينتقد تحركات الامم المتحدة لإنشاء صندوق للنظام يلتف على العقوبات

فيدان: لا نتهرب من لقاء الأسد لكن يجب عليه مراجعة نفسه أولا

إيران تعلق على الغارات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق

وزير أردني يكشف حقائق عن نظام الأسد بما يخص التهريب على الحدود